إستعراض النفوس
إن إستعراض النفوس يُحَيِّر الألباب ،
ويفتح بابا ًوراءه ألف حجاب لا يعلم ما وراءه إلا واهب الألباب طريق الصواب...
ولابد أن نعلم أهمية النفس فى صلة العبد بربه ،
فهى رأس مال الإنسان فإن أنساه الله نفسه ، فغفل عن النظر إليها ، فقد رأس ماله ، وكان عاقبة أمره خُسْرا ،
وإن خاف مقام ربه فنهى النفس عن الهوى ، وعنى بها فزكاها ، ، إنكشف له حجاب الغفلة وأشرقت عليه شمس الحقيقة ، فرأى بنور الله اليقين الذى يهبه لأحبائه الذين قال فيهم " يُُحبهم ويُحبونه " .
إن القلب السليم هو ما خير ما يلقى به العبد ربه يوم القيامة ،
ولا يكون القلب سليما إلا إذا سلم من آفة الشرك المُمِيتة ومن ظلمات الغفلة المعوقة . وقد بين القرآن الكريم أنواع النفس التى تُصاحب الناس ،
فهناك نفسٌ أمارة ، ونفسٌ لوَّامة ، ونفسٌ مُلْهمة ، ونفسٌ مُطمئنة ؛
فقال سبحانه وتعالى فى الأولى : " إن النفس لأمارة بالسوء إلا َّما رحم ربى "،
وقال عز وجل فى الثانية : " لا أقسم بيوم القيامة ولا أقسم بالنفس اللوَّامة " ،
وقال تبارك وتعالى فى الثالثة : "ونفس وما سَوَّاها فألهمها فجورها وتقواها "
وقال ربُّ العزَّة فى الرابعة : " ياأيتها النفس المطمئنة ارجعى إلى ربك راضية مرضية "
ونالت الرابعة المطمئنة الشرف كل الشرف إذ خاطبها الحق فى عُلاه ثم أرجعها إلى حظيرة قدْسه راضية مَرْضية ثم كان جزاؤها : " فادخلى فى عبادى وادخلى جنتى ".
إن تربية النفس فى جنب الله سبحانه وتعالى هى الأمان المنشود لكل المؤمنين ولن يتأتى ذلك إلا إذا كانت جميع سكناتهم فى ظاهرهم وباطنهم مُقتبسة من نور مِشْكاة النبُوَّة ،
وليس وراء نور النبوة على وجه ارض نورٌ يُسْتضاء به ؛ فهذه هى القلوب الزَّكية التى امتلأت بحب الله واستضاءت بنور رسول الله صلى الله عليه وسلم .
والإيمان علم وعمل يزيد وينقص ، وحُجُب الغفلة كثيرة وكثيفة ؛ فإن جاهد المؤمن نفسه وهواه بالطاعة والذكر والأخذ عن العارفين والتقلب فى الصالحين ، تبَددت حُجُب الغفلة ، وظلمات الهوى ؛ فانفتحت عيْن البصيرة فقرأ المؤمن بها قوله سبحانه وتعالى : " يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم " ؛
فاهتدى إلى طريق الصواب؛ فآثر الله تعالى على هواه وعلى ماكل سِواه ، وهذا هو المُلك الحقيقى وليس مُلك العُرُوش الزائلة.
وفى ذلك يقول أحد الصالحين:
ليس من ورث عرشا مُلكا ... أو العرش تفانى واتكل
إنما المُلك الذى حدَّ الهوى ... وعن اللهو تناءى وعَدَل
وحياة قد خلا سُلطانها ... من تُقى الله قصاراها الفشل
ولا يستطيع المؤمن أن يزيد إيمانه إلا بمعاشرة أهل اليقين ، ولا عجب فإن أهل اليقين جاهدوا فى الله حق جهاده فصاروا أطباء النفوس بماآتاهم الله عز وجل من فضله ورحمته ، فداوِى نفسك ياأخى بدوائهم وغذِّها بغذائهم تَصِحُّ كما صَحُّوا : "اتبعوا من لا يسألكم أجرا وهم مهتدون "
ولله در الإمام البوصيرى حين يُوجِّهنا إلى العناية بالنفس فى قوله :
والنفس كالطفل إن تهمله شبَّ على ... حُبِّ الرّضاع وان تفطمه ينفطم
فراعها وهى فى الأعمال سائمة ... وان هى استحلت المرعى فلا تسم
كم حسنت لذَّة للمرء قاتلة ... من حيث لم يدر أن السم فى الدسم
ألا رَحِم اللهُ الصالحين من السَّلف والخلف ، ورزقنا تقواه وهُداه وجمَّل قلوبنا بالحِكمة لنكون ممن قال سبحانه وتعالى فيهم :
" يُؤتى الحكمة من يشاء ومن أوتى الحكمة فقد أوتى خيرا ًكثيرا وما يذكر إلا أولو الأباب "
مما راق لى
إن إستعراض النفوس يُحَيِّر الألباب ،
ويفتح بابا ًوراءه ألف حجاب لا يعلم ما وراءه إلا واهب الألباب طريق الصواب...
ولابد أن نعلم أهمية النفس فى صلة العبد بربه ،
فهى رأس مال الإنسان فإن أنساه الله نفسه ، فغفل عن النظر إليها ، فقد رأس ماله ، وكان عاقبة أمره خُسْرا ،
وإن خاف مقام ربه فنهى النفس عن الهوى ، وعنى بها فزكاها ، ، إنكشف له حجاب الغفلة وأشرقت عليه شمس الحقيقة ، فرأى بنور الله اليقين الذى يهبه لأحبائه الذين قال فيهم " يُُحبهم ويُحبونه " .
إن القلب السليم هو ما خير ما يلقى به العبد ربه يوم القيامة ،
ولا يكون القلب سليما إلا إذا سلم من آفة الشرك المُمِيتة ومن ظلمات الغفلة المعوقة . وقد بين القرآن الكريم أنواع النفس التى تُصاحب الناس ،
فهناك نفسٌ أمارة ، ونفسٌ لوَّامة ، ونفسٌ مُلْهمة ، ونفسٌ مُطمئنة ؛
فقال سبحانه وتعالى فى الأولى : " إن النفس لأمارة بالسوء إلا َّما رحم ربى "،
وقال عز وجل فى الثانية : " لا أقسم بيوم القيامة ولا أقسم بالنفس اللوَّامة " ،
وقال تبارك وتعالى فى الثالثة : "ونفس وما سَوَّاها فألهمها فجورها وتقواها "
وقال ربُّ العزَّة فى الرابعة : " ياأيتها النفس المطمئنة ارجعى إلى ربك راضية مرضية "
ونالت الرابعة المطمئنة الشرف كل الشرف إذ خاطبها الحق فى عُلاه ثم أرجعها إلى حظيرة قدْسه راضية مَرْضية ثم كان جزاؤها : " فادخلى فى عبادى وادخلى جنتى ".
إن تربية النفس فى جنب الله سبحانه وتعالى هى الأمان المنشود لكل المؤمنين ولن يتأتى ذلك إلا إذا كانت جميع سكناتهم فى ظاهرهم وباطنهم مُقتبسة من نور مِشْكاة النبُوَّة ،
وليس وراء نور النبوة على وجه ارض نورٌ يُسْتضاء به ؛ فهذه هى القلوب الزَّكية التى امتلأت بحب الله واستضاءت بنور رسول الله صلى الله عليه وسلم .
والإيمان علم وعمل يزيد وينقص ، وحُجُب الغفلة كثيرة وكثيفة ؛ فإن جاهد المؤمن نفسه وهواه بالطاعة والذكر والأخذ عن العارفين والتقلب فى الصالحين ، تبَددت حُجُب الغفلة ، وظلمات الهوى ؛ فانفتحت عيْن البصيرة فقرأ المؤمن بها قوله سبحانه وتعالى : " يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم " ؛
فاهتدى إلى طريق الصواب؛ فآثر الله تعالى على هواه وعلى ماكل سِواه ، وهذا هو المُلك الحقيقى وليس مُلك العُرُوش الزائلة.
وفى ذلك يقول أحد الصالحين:
ليس من ورث عرشا مُلكا ... أو العرش تفانى واتكل
إنما المُلك الذى حدَّ الهوى ... وعن اللهو تناءى وعَدَل
وحياة قد خلا سُلطانها ... من تُقى الله قصاراها الفشل
ولا يستطيع المؤمن أن يزيد إيمانه إلا بمعاشرة أهل اليقين ، ولا عجب فإن أهل اليقين جاهدوا فى الله حق جهاده فصاروا أطباء النفوس بماآتاهم الله عز وجل من فضله ورحمته ، فداوِى نفسك ياأخى بدوائهم وغذِّها بغذائهم تَصِحُّ كما صَحُّوا : "اتبعوا من لا يسألكم أجرا وهم مهتدون "
ولله در الإمام البوصيرى حين يُوجِّهنا إلى العناية بالنفس فى قوله :
والنفس كالطفل إن تهمله شبَّ على ... حُبِّ الرّضاع وان تفطمه ينفطم
فراعها وهى فى الأعمال سائمة ... وان هى استحلت المرعى فلا تسم
كم حسنت لذَّة للمرء قاتلة ... من حيث لم يدر أن السم فى الدسم
ألا رَحِم اللهُ الصالحين من السَّلف والخلف ، ورزقنا تقواه وهُداه وجمَّل قلوبنا بالحِكمة لنكون ممن قال سبحانه وتعالى فيهم :
" يُؤتى الحكمة من يشاء ومن أوتى الحكمة فقد أوتى خيرا ًكثيرا وما يذكر إلا أولو الأباب "
مما راق لى
التوقيع |